العراق.. إيران ووكلائها يمارسان ضغوطا للاستحواذ على حكومة علاوي

كشف مصدر عراقي، يوم الجمعة، عن فحوى المفاوضات الجارية لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة برئاسة محمد توفيق علاوي، والضغوطات التي تمارسها قوى مدعومة من إيران للاستحواذ على مناصب رفيعة فيها.

وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن "تحالف البناء المدعوم من إيران ويقوده هادي العامري يضغط من أجل الحصول على أربع وزارات هي الكهرباء والنفط والداخلية والاتصالات".

وأضاف المصدر لموقع قناة "الحرة"، أن "العراب الجديد للتحركات التي يقوم بها تحالف البناء هو الشيخ قاسم الهاشمي وهو شقيق أبو جهاد الهاشمي المدير السابق لمكتب رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي".

وكانت كشفت كتلة بيارق الخير النيابية في العراق، عن إكمال علاوي تشكيلة حكومته رسميا يوم الأحد المقبل، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء العراقية. 

وأعلن رئيس الكتلة محمد الخالدي أن "علاوي سيبلغ رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء المستقيل ويطلب من البرلمان عقد جلسة طارئة لغرض التصويت على الكابينة الوزارية".

وأوضح، أن هناك ضغوطا من قبل بعض الكتل إلّا أنها لن تؤثر على تمرير الكابينة الوزارية داخل مجلس النواب.

وأكد المصدر أن "القيادي في حزب الله اللبناني محمد كوثراني والسفير الإيراني السابق في العراق حسن دانائي والشيخ عبد الحليم الزهيري المقرب من رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي يشاركون أيضا في هذه التحركات.

ووفقا للمصدر السياسي العراقي؛ فإن "رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي رفض مساعي تحالف البناء للحصول على هذه الوزارات وأبلغهم أن هذا معناه أني سأسلمكم الدولة بأكملها".

ويتابع أن أبو جهاد الهاشمي الذي يشارك أيضا في هذه المفاوضات أبلغ علاوي بالنص "نحن تنازلنا عن رئاسة الوزراء، ولكن إذا تنازلنا عن هذه الوزارات فمعناه هذه نهايتنا".

ويشير المصدر إلى أن "موضوع بيع الوزارات في الحكومة الجديدة لا يزال مطروحا، حيث أن وزارة الكهرباء معروضة بـ80 مليون دولار ووزارة الاتصالات بـ25 مليونا".

من جهة ثانية، أكد المصدر أن "زعيم التيار الصدري أوصل رسالة عبر أحد مساعديه البارزين، إلى علاوي مفادها أن الحكومة الجديدة لن تمر من دون أن تكون متوافقة مع رؤية الصدر".

وأضاف أن "الصدر تعهد لعلاوي أنه في حال وافق عليها هو واعترضت عليها باقي القوى السياسية داخل البرلمان ورفضت تمريرها فيقوم الصدر بإرسال اكثر من 50 ألفا من مناصريه إلى مبنى البرلمان من أجل الضغط على النواب للموافقة عليها".

وبحسب المصدر؛ فإن "تحالف سائرون" بزعامة مقتدى الصدر يضغط هو الأخر من أجل الحصول على وزارة الكهرباء.

وكان كاظم العيساوي المستشار الأمني للصدر، هدد الأحد رئيس الوزراء المكلف بـ"إسقاطه" خلال ثلاثة أيام في حال أقدم على توزير أشخاص ينتمون لجهات سياسية، خصوصا من الفصائل الشيعية.

وأيَّد الصدر تكليف علاوي رغم رفض المتظاهرين تسميته باعتبار أنه مقرب من النخبة الحاكمة. وثمّة منافسة سياسية بين الصدر والحشد الشعبي الذي يضم جماعات مسلّحة كانت جزءا من تيار الزعيم الشيعي في السابق قبل أن تنفصل عنه.

وتمّت تكليف علاوي (65 عاماً)، وزير الاتصالات الاسبق، بتشكيل الحكومة الجيدة في الأول من شباط/فبراير، بمباركة من مقتدى الصدر المقيم في إيران.

ثورة العراق

ويشهد العراق احتجاجات شعبية واسعة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية، لتطالب بإسقاط الحكومة.

ونجح المتظاهرون بإسقاط الحكومة العراقية التي يترأسها عادل عبدالمهدي، بعد لجوء قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران للعنف لوأد الاحتجاجات.

ويطالبون بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية ومحاسبة الفاسدين، وحل البرلمان، وتنظيم انتخابات مبكرة.

وارتفع عدد قتلى الاحتجاجات في العراق منذ اندلاعها في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر إلى 554 مدنيا برصاص قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران، غالبيتهم لقوا حتفهم برصاص قناصة، بحسب ما أفادت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر.

وعادت الاحتجاجات إلى زخمها بعد تكليف الرئيس العراقي برهم صالح للوزير السابق محمد توفيق علاوي بتشكيل حكومة جديدة خلفا لعبد المهدي.

ومرت الاحتجاجات بثلاث مراحل تخللها عنف الأجهزة الأمنية والميليشيات الموالية لإيران وتنكيلهم بالمتظاهرين، الأولى امتدت من الأول من تشرين الأول/أكتوبر، حتى العشرين من الشهر ذاته، وبدأت الموجة الثانية من 25 تشرين الأول/أكتوبر، والثالثة بعيد تكليف علاوي بتشكيل الحكومة وهو الأمر الذي يرفضه بشدة المتظاهرين ويصرون على تكليف شخصية مستقلة بتشكيل حكومة تكنوقراط بعيدة عن تسلط الأحزاب والتيارات السياسية المرتهنة لإيران، والتي يتهمونها بتكريس الفساد ورعايته طيلة 16 عاما.

العنف الذي جوبهت به المظاهرات لم يمنع العراقيين من الحفاظ على سلميتهم، وابتكار أساليب عدة للاحتجاج وإيصال رسالتهم للمسؤولين والأحزاب، أبرزها قطع الطرقات، والاعتصام بالساحات.

إسراء الحسن – إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الجمعة, 14 فبراير - 2020