"كورونا" يجتاح البرلمان الإيـراني والسلطات تكشف رقما جديدا لحصيلة الوفيات

تتولى الأنباء من مصادر متقاطعة حول حجم تفشي فيروس كورونا في إيران، وخاصة في الأوساط السياسية، في ظل اتهامات للسلطات بالتكتم عن إعلان الأرقام الحقيقية لعدد المصابين بالفيروس منذ تفشيه في إيران قبل أسابيع.  

وقالت مصادر، إن 23 برلمانيا إيرانيا أصيبوا بالفيروس.

وأعلنت وسائل إعلام عن إصابة حسين شيخ الإسلام، مستشار سابق لوزير الخارجية محمد جواد ظريف.

وأفادت وكالة العمال الإيرانية بإصابة رئيس خدمات الطوارئ الطبية، بير حسين كوليفاند، بفيروس كورونا.

وجاء في بيان لمكتب كوليفاند أن صحته "جيدة وليس هناك ما يدعو للقلق".

وكان توفي النائب في البرلمان الإيراني محمد علي رمضاني، بعد إصابته بالفيروس، يوم السبت الماضي.

وتتزايد حالات الإصابة بكورونا بين المسؤولين الإيرانيين فبعد وفاة رمضاني، أعلنت معصومة آقابور عليشاهي، النائبة في البرلمان الإيراني، إصابتها أيضا.

وأضافت النائبة عن مدينة شبستر، قبل يومين أنها شاركت في اجتماعات البرلمان يومي الاثنين والثلاثاء الأسبوع الماضي، وأن أعراض الفيروس ظهرت عليها منذ الأربعاء، مؤكدة أنها تلقت نتائج تحاليلها .

وأصيب عدد من المسؤولين الإيرانيين بعدوى كورونا، بما في ذلك نائب وزير الصحة إيرج حريرجي، كما تحدثت أنباء عن إصابة وزير الداخلية الإيراني الأسبق ومستشار السلطة القضائية حاليا مصطفى بورمحمدي بالفيروس

وفي السياق، أعلنت السلطات الإيرانية، يوم الثلاثاء، عن ارتفاع حصيلة الوفيات جراء الإصابة بالفيروس إلى 77 شخصا، وبلغ عدد المصابين بالفيروس 2336 شخصا.

فيديو صادم

وفي السياق، نشر ناشطون إيرانيون فيديو التقطه أحد سكان مدينة قم، يظهر تكدسا لجثث ضحايا كورونا في أحد المغاسل، بانتظار دفنها، بعد تأخر أيام، لعدم توفر أماكن وظروف مناسبة لدفنها من قبل السلطات المعنية في المدينة الإيرانية.

وأظهر الفيديو الذي صور في مغسلة إلى جانب مقبرة "بهشت معصومة" في قم، أحد الأشخاص يقول "انظروا إلى تلك الجثث المكدسة، كما ترون هناك العديد من جثامين ضحايا كورونا، وقد بقيت لأكثر من 6 أيام هكذا معروضة لعدم توفر ظروف الدفن المناسبة".

وتابع المعلق الذي ظهر في المقطع المصور، قائلا "المصيبة كبيرة أكبر مما تتصورون أو تسمعون من قبل السطات الإيرانية ووسائل الاعلام، يموت يوميا العشرات في المدينة".

وفاة مسؤول بارز

وتوفي مسؤول إيراني بارز في أحد مستشفيات العاصمة طهران، يوم الاثنين 2 آذار/مارس، جراء إصابته بـ "كورونا".

وأعلنت طهران وفاة محمد مير محمدي عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، بعد إصابته بالفيروس.

وتوفي المسؤول الإيراني في مستشفى "مسيح دانشوَري" بطهران، بعد أن رقد لأيام فيه للعلاج من الفيروس الذي انتقل إليه، بعد إصابة والدته به.

وكانت والدة محمدي، توفيت في أحد مستشفيات مدينة قم نتيجة إصابتها بالفيروس.

وهذه السيدة هي شقيقة المرجع الديني موسى شبيري زنجاني الذي يخضع للحجر الصحي بعد وفاة المسؤول التنفيذي والمالي في مكتبه جراء الإصابة بالفيروس.

انتقادات للسلطات

وكان انتقد النائب الإيراني غلام علي جعفر زاده أيمن آبادي، تكتم السلطات الإيرانية على العدد الحقيقي لضحايا كورونا في البلاد، قائلا إن إحصائية وفيات كورونا الرسمية "مجرد مزحة".

وقال أيمن أبادي لموقع "عصر ايران" الأحد، إن الوضع في محافظة جيلان خطير للغاية، مؤكدا أنه في مدينة رشت مركز المحافظة، حتى ممرات المستشفيات مليئة بالأشخاص المصابين بفيروس كورونا".

وأضاف "بناء على الأدلة والمعلومات التي تلقيناها، فإن عدد الأشخاص المصابين والمتوفين بكورونا أعلى بكثير من الأرقام المعلنة."

إلى ذلك، أكد أن خطورة الأزمة بحسب غلام علي جعفر زاده بلغت إلى حد أنه اعتبر أن البلاد "في حالة حرب"، قائلا إنه "بينما جميع المستشفيات في مدينة رشت تعج بالمصابين بكورونا هناك نقص في المعدات والطاقم الطبي".

وأكد أن الأطباء والممرضين يعانون من نقص الإمكانيات والأدوية والمعدات بما فيها الكمامات، مشددا على أنه "بسبب الزحام لا يحصل الكثير من المصابين على العلاج الكافي".

وأشار جعفر زاده إلى قضية أخرى مثيرة للقلق وهي الدفن غير الصحي للأشخاص الذين ماتوا بفيروس كورونا، قائلا "وفقا لتقارير أعضاء مجالس الشورى في القرى، توفي عدد من الأشخاص في قرى جيلان وهم يعانون من أعراض كورونا المماثلة خلال هذه الفترة لكنهم دُفنوا دون تسجيل حالاتهم".

وحذر النائب من تفشي المرض في القرى من خلال المقابر بسبب الدفن غير الصحي قائلا إنه "في بعض قرى جيلان، توجد المقابر بالقرب من المناطق السكنية حيث يتم دفن الناس دون مراعاة لبروتوكولات منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة وهذا ما يهدد سلامة الناس وحياتهم في هذه المناطق".

طاهرة الحسيني – إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الثلاثاء, 3 مارس - 2020