"الكاظمي" لـ"روحاني": نريد تعاونا شرط عدم التدخل في الشؤون الداخلية

شدد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، اليوم الثلاثاء، على أن بلاده تواقة لتوثيق العلاقات والتعاون الثنائي مع إيـران ودول الجوار ولكن وفق خصوصية كل بلدة ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية.  

وأضاف الكاظمي، في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، أنه بحث خلال الزيارة ظروف المنطقة الإقليمية وإرساء السلام، والاستقرار في المنطقة، وفق التحديات الاقتصادية لا سيما أزمة النفط ووباء كورونا الذي يواجه البلدين.

وأثنى الكاظمي على طبيعة العلاقات الثنائية بين البلدين وما يجمعهما من روابط تاريخية، مشيرا إلى مساعدات إيران للعراق في القضاء على التنظيمات الإرهابية على أراضيها، وبالمقابل دعم العراق لطهرن في تجاوز أزمتها الاقتصادية وتحويل البلاد إلى سوق تجارة لدول الجوار.

توسيع العلاقات

بدوره، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، إنهما ناقشا توسيع العلاقات التجارية ومحاربة فيروس كورونا المستجد والجهود المبذولة لضمان الاستقرار الإقليمي.

وأضاف بعد اجتماع استمر ساعة "تتمثل إرادة الحكومتين في توسيع العلاقات التجارية الثنائية إلى 20 مليار دولار".

ويعد العراق إحدى الوجهات الرئيسية للصادرات الإيرانية غير النفطية، لكن التجارة الثنائية تراجعت مع إغلاق الحدود مؤقتاً بسبب جائحة كوفيد-19.

وقال روحاني، إن إيران مستعدة "للوقوف إلى جانب العراق من أجل استقرار وأمن العراق والمنطقة".

وتطرق الرئيس الإيراني إلى قائد فيلق القدس قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس اللذين قتلا في غارة أميركية بطائرة مسيرة قرب مطار بغداد في بداية العام.

وتعهد روحاني بمساعدة بغداد من خلال "تزويدها كل ما تحتاج اليه من أدوات صحية وطبية" لمحاربة كوفيد-19.

وتكافح إيران لاحتواء الوباء الذي تعد الأكثر تضررا به بين بلدان الشرق الأوسط مع أكثر من 14600 وفاة وأكثر من 278,800 إصابة. في الوقت الذي سجل فيه العراق نحو 4 آلاف وفاة و97 ألف إصابة بكوفيد-19 على أراضيه.

وفد رفيع المستوى

ويضم الوفد العراقي وزراء الخارجية والمالية والصحة والتخطيط، بالإضافة إلى مستشار الكاظمي للأمن القومي، وقد التقى بعضهم نظرائهم الإيرانيين.

ومن المتوقع أن يلتقي الكاظمي المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي في وقت لاحق الثلاثاء، بين مسؤولين كبار آخرين.

وكان من المقرر أن يزور رئيس الوزراء العراقي السعودية، الخصم الإقليمي لإيران، الاثنين قبل التوجه إلى طهران، لكن زيارته إلى الرياض تأجلت بسبب دخول الملك سلمان إلى المستشفى.

وكان يفترض أن تحصل الزيارتان وفق تعاقب يضمن لرئيس الوزراء العراقي لعب دور متوازن قد يتيح له القيام بوساطة محتملة بين الرياض وطهران. وقبل زيارته استقبل الكاظمي في بغداد الأحد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.

وتشهد المنطقة توترا متفاقما أطرافه المملكة العربية السعودية وحليفها الأمريكي من جهة، وإيران المتهمة بالرغبة في بسط نفوذها في المنطقة من جهة ثانية.

ويشكل العراق بصورة متكررة مسرحا للتوتر بين إيران والولايات المتحدة، وكلاهما تربطهما علاقات وثيقة مع بغداد.

وتولى الكاظمي منصب رئيس الوزراء في أيار/مايو بعد ما يقرب من أربع سنوات كرئيس للمخابرات العراقية.

ويحظى بتقدير واشنطن التي من المقرر أن يزورها بحلول أوائل آب/أغسطس لمواصلة الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة التي تنشر قوات في هذا البلد.

وازداد نفوذ طهران في بغداد بعد عام 2003. ويُقدر أن إيران تتمتع بنفوذ كبير اليوم لدى العديد من الأحزاب والحركات السياسية الشيعية في العراق، والميليشيات التي تدعمها داخل العراق والتي يسعى الكاظمي للحد من نفوذها.

إيران إنسايدر

مقالات متعلقة