إيـران تحمّل أمريكا مسؤولية زعزعة الاستقرار في العراق وتتجاهل وجودها

جدد أمين مجلس الأمن القومي الإيـراني علي شمخاني، يوم الثلاثاء، رفض طهران للوجود الأمريكي في المنطقة.  

وقال شمخاني، خلال لقاء جمعه مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، إن الوجود الأمريكي "غير المشروع" هو سبب "زعزعة الأمن في العراق والمنطقة"، مضيفا أن مساعي دول المنطقة لخروج القوات الأمريكية منها بشكل عاجل "ضرورة لا بد منها لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين"، حسب قوله.

ويتجاهل المسؤولون الإيرانيون الوجود العسكري لبلادهم في العراق، كما يتجاهلون مطالب العراقيين في ثورة تشرين بطرد إيران من بلادهم وتحميلها مسؤولية الفساد وتردي الأوضاع الاقتصادية.

وبحسب المسؤول الإيراني؛ فإن سياسة طهران الاستراتيجية في الدفاع عن سيادة العراق وإيران "عازمة على التنمية الشاملة للعلاقات مع الحكومة والشعب العراقي الشقيق".

ورحب شمخاني بالجهود الدبلوماسية التي يبذلها العراق لتحقيق الأمن الإقليمي ونزع فتيل التوتر والخلاف بين دول الجوار في المنطقة.

وتابع أن "الحل الوحيد لإخراج المنطقة من دوامة زعزعة الأمن والاستقرار يكمن في التعاون بين دول المنطقة من دون تدخل القوات الأجنبية".

خامنئي يهدد

والتقى الكاظمي، يوم الثلاثاء، المرشد الإيراني علي خامنئي، خلال زيارته الخارجية الأولى منذ توليه المنصب بعد تعثر زيارة السعودية التي كان من المقرر أن يزورها أمس الاثنين. 

وهدد خامنئي، خلال لقاء مع الكاظمي، أمريكا، بالقول " لن ننسى اغتيال سليماني وأمريكا ستبقى تتلقى ضرباتنا".

وأضاف خامنئي "إيران تريد عراقا قويا يتمتع بسيادته وهذا ما لا تريده واشنطن للعراقيين".

وزعم خامنئي، أن طهران لا تتدخل في شؤون العراق الداخلية وتسعى لعراق مستقل وموحد.

ونوه خامنئي، أن بلاده تتوقع متابعة وتنفيذ قرار البرلمان العراقي بشأن إخراج القوات الأمريكية من العراق.

شرط عراقي

وشدد الكاظمي، على أن بلاده تواقة لتوثيق العلاقات والتعاون الثنائي مع إيـران ودول الجوار ولكن وفق خصوصية كل بلدة ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية.

وأضاف الكاظمي، في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، أنه بحث خلال الزيارة ظروف المنطقة الإقليمية وإرساء السلام، والاستقرار في المنطقة، وفق التحديات الاقتصادية لا سيما أزمة النفط ووباء كورونا الذي يواجه البلدين.

وأثنى الكاظمي على طبيعة العلاقات الثنائية بين البلدين وما يجمعهما من روابط تاريخية، مشيرا إلى مساعدات إيران للعراق في القضاء على التنظيمات الإرهابية على أراضيها، وبالمقابل دعم العراق لطهرن في تجاوز أزمتها الاقتصادية وتحويل البلاد إلى سوق تجارة لدول الجوار.

وكان من المقرر أن يزور رئيس الوزراء العراقي السعودية، الخصم الإقليمي لإيران، الاثنين قبل التوجه إلى طهران، لكن زيارته إلى الرياض تأجلت بسبب دخول الملك سلمان إلى المستشفى.

وكان يفترض أن تحصل الزيارتان وفق تعاقب يضمن لرئيس الوزراء العراقي لعب دور متوازن قد يتيح له القيام بوساطة محتملة بين الرياض وطهران. وقبل زيارته استقبل الكاظمي في بغداد الأحد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.

وتشهد المنطقة توترا متفاقما أطرافه المملكة العربية السعودية وحليفها الأمريكي من جهة، وإيران الحالمة في بسط نفوذها في المنطقة من جهة ثانية.

ويشكل العراق بصورة متكررة مسرحا للتوتر بين إيران والولايات المتحدة، وكلاهما تربطهما علاقات وثيقة مع بغداد.

وتولى الكاظمي منصب رئيس الوزراء في أيار/مايو بعد ما يقرب من أربع سنوات كرئيس للمخابرات العراقية.

ويحظى بتقدير واشنطن التي من المقرر أن يزورها بحلول أوائل آب/أغسطس لمواصلة الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة التي تنشر قوات في هذا البلد.

وازداد نفوذ طهران في بغداد بعد عام 2003. ويُقدر أن إيران تتمتع بنفوذ كبير اليوم لدى العديد من الأحزاب والحركات السياسية الشيعية في العراق، والميليشيات التي تدعمها داخل العراق والتي يسعى الكاظمي للحد من نفوذها.

إيران إنسايدر

مقالات متعلقة