"حـزب الله" قاعدة إيـرانية متقدمة لتوريط لبنان

قال مسؤولون وسياسيون لبنانيون، إن عملية تبادل إطلاق النار بين "حـزب الله" والجيش الإسرائيلي، في مزارع شبعا الحدودية، على خلفية مقتل قيادي بالحزب بقصف إسرائيلي قرب مطار دمشق، ما هي إلا دعاية سياسية كاذبة للحزب الذي يعمل لمصلحة إيران على حساب الشعب اللبناني المنهك بالأزمات. 

وقال النائب اللبناني السابق فارس سعيد، لموقع "البلاد"، إن العملية في مزارع شبعا تؤكد أن قرار السلم والحرب في يد إيران وينفذه ذراعها في لبنان "حزب الله"، ولم يعد في يد الحكومة اللبنانية شيئا فالحزب هو الآمر الناهي، مشيرا إلى أن وجود "حزب الله" في مزارع شبعا التي تعد أرضا سورية يؤكد أن هذا الحزب يقاتل في سوريا بشكل علني ويعيث فسادا في غيرها، ويستجدي الآن المساعدة اللبنانية لتوريط بيروت في حروب جديدة، يستخدم فيها الشعب اللبناني دروعا بشرية لتحقيق مصالح إيرانية.

ويرى الوزير اللبناني السابق رشيد درباس، أن لبنان يعيش زمن "البالونات الحرارية" التي يطلقها النظام المأزوم كل فترة لإشغال رأي الشعب واهتماماته عن الحقيقة التي يسير إليها لبنان وهي الانهيار دولة ووطنا ومؤسسات، إضافة إلى الغرق في الفوضى الأمنية في ظل حالة الجوع المستشرية والحصار الخارجي الذي يذهب بلبنان نحو دولة متحللة مندثرة، موضحا أن "حزب الله" الذي يواصل زعزعة استقرار لبنان بأنشطته غير المشروعة يحاول أن يستثمر فيما جرى ليبقي السلاح بيده، وهي دعاية سياسية لم يعد لها جمهور يصدقها.

من جانبه، يرى السياسي والنائب السابق في البرلمان اللبناني الدكتور مصطفى علوش، أن إيران تتهرب من الرد على إسرائيل بشكل موجع، وحتى أنها توقفت عن الاستعراضات العسكرية، وأن احتمالات خروج الأمور عن السيطرة باتت عالية، مؤكدا أن الحرب آتية عاجلا أم اجلا بالنسبة للبنان الذي يعد بمثابة موقع عسكري متقدم لإيران تستخدمه متى أرادت عبر "حزب الله" الذي يتجاوب مع ما تأمره به قيادة الحرس الثوري، ما يجعل وجود لبنان مهددا بالخطر.

في السياق ذاته، قال السياسي اللبناني نوفل ضو، لموقع "البلاد" معقبا على الأحداث الأخيرة جنوب لبنان إن محاولات إيران استخدام الأراضي اللبنانية لتنفيذ مشروعها في زعزعة استقرار المنطقة بحجج واهية ومتغيرة تبعا للظروف ليست جديدة.

وأكد أن إيران تعتمد في لبنان على "حزب الله" كأحد أبرز أذرعها في المنطقة، وهو يعتبر جزءا من منظومة الحرس الثوري الإيراني في المنطقة، يستخدم السلاح في لبنان على أكثر من جبهة: داخلية للإمساك بالقرارات الاستراتيجية للدولة والتحكم بمؤسساتها وإخضاع شعبها، وصولا إلى محاولة تغيير الهوية اللبنانية سياسيا واقتصاديا وثقافيا وحضاريا، وفي الدول العربية وتحديدا في سوريا والعراق واليمن وغيرها من الدول التي يعمل فيها "حزب الله" كمدرب للأذرع الإيرانية وداعم لبقية التنظيمات الموالية لإيران عسكريا وأمنيا ولوجستيا، وكذلك على الجبهة الاسرائيلية يطبق "حزب الله" المهمة الموكلة إليه من إيران.

واعتبر "ضو" أنه نتيجة لهذا الواقع، فإن لبنان يعيش منذ سنوات تحت خطر تعريضه لأثمان لا طاقة له على احتمالها ولاعتبارات لا علاقة لها بمصالحه الحيوية وبمصالح شعبه واستقراره السياسي والاقتصادي والاجتماعي والمالي والنقدي، مشيرا إلى أن "ما يعيشه لبنان اليوم من انهيارات يأتي نتيجة السياسات الإيرانية وممارسات حزب الله السيئة، وأن الأمور تسير نحو الأسوأ لا سيما إذا قرر الحزب الإرهابي توريط لبنان في مواجهات نيابة عن إيران ومن أجلها".

وقال وزير الدولة اللبنانية لشؤون اللاجئين السابق الدكتور معين المرعبي، إنه كالعادة، تقوم إيران وحزبها اللذين يخطفان لبنان، من خلال السيطرة على رئاسة الجمهورية والسلطتين التشريعية والتنفيذية، باستخدام أراضيه كمنصة للرد على الضربات الإسرائيلية المتواصلة والهائلة التي يتلقيانها في سوريا، كونهم لا يجرأون على الرد من سوريا حيث الأمرة فيها للروس ويمنعونهم من الرد على الإسرائيليين بأي شكل من الأشكال.

وأضاف "الشعب اللبناني يقع عليه ظلم كبير بسبب حزب الله الذي يأتمر بأمر إيران وينفذ أجندتها من بيروت، لذلك لابد من ردع الحزب الإرهابي قبل أن يدمر لبنان بالكامل".

وكانت توترات نشبت على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، ولا تزال مستمرة منذ أيام، بينما يتبادل الطرفان (إسرائيل وحزب الله) الاتهامات بالخرق والانتهاك ويتوعدان بمزيد من التصعيد.

المصدر: البلاد

مقالات متعلقة

الأربعاء, 29 يوليو - 2020