شاهد عيان يكشف تفاصيل جريمة الشرطة الإيرانية بحق الكردي كجوان ألماسي

كشف شاهد عيان، تفاصيل جديدة حول مقتل الشاب الكردي كجوان ألماسي، بإطلاق نار على يد الشرطة الإيرانية.  

وكان كجوان ألماسي اعتُقل، الخميس قبل الماضي، أثناء حضوره حفلة خاصة في حديقة بمدينة شهريار، حيث ألقت الشرطة القبض عليه بعد مداهمة الموقع، وبعد ساعات ترددت أنباء عن مقتله بالرصاص.

وشاهد العيان يدعى نسيم أحمدي، البستاني ويبلغ من العمر 29 عامًا، من أصول أفغانية، وكان قد اعتقل برفقة ألماسي.

وقال نسيم أحمدي لموقع "إيران انترناشيونال"، إن "شرطة أمن مدينة شهريار أطلقت الرصاص من مسافة قريبة من الخلف نحو كجوان ألماسي، وأردته قتيلا في الحال".

وذكر الموقع، أن نسيم أحمدي تم طرده من إيران، يوم الثلاثاء الماضي، بعد احتجازه في مخيم ورامين لمدة يومين، دون السماح له بزيارة عائلته.

وبيّن حمدي أن الشرطة الإيرانية نقلته إلى أفغانستان بعد ثلاثة أيام من الاحتجاز في مدينة شهريار، غربي العاصمة طهران.

وعزا حمدي السبب الرئيسي من طرده من إيران ونقله إلى أفغانستان، إلى رفضه تأييد رواية الشرطة حول طريقة مقتل كجوان ألماسي.

يذكر أن المواطن الأفغاني نسيم أحمدي يقيم في إيران منذ سنوات، ويسكن في الفترة الأخيرة برفقة زوجته وابنتيه في إحدى الحدائق كعامل بستاني في مدينة شهريار.

وتم اعتقال أحمدي برفقة كجوان ألماسي، يوم 8 أكتوبر/ تشرين الأول، بعد أن اقتحمت الشرطة منزلهما دون أن يكون لدى الشرطة قرار قضائي يسمح لهم بالدخول إلى المنزل.

وقال شهود كانوا مع كجوان في تلك الليلة، إنه في حوالي الساعة 11:30 مساء يوم الخميس 8 أكتوبر (تشرين الأول)، اقتحم عناصر شرطة أمن شهريار بالقوة حديقة في أحد الأزقة الجانبية لساحة الباسيج في شهريار، دون إبراز التصريح أو أمر الدخول إلى الملكية الخاصة.

وبحسب شهود عيان، كان أربعة من عناصر الشرطة أتوا إلى الحديقة في سيارتين من طراز سمند وبرايد، وكانوا مجهزين بأسلحة وصواعق وأصفاد وغاز مسيل للدموع ورذاذ.

وكان في الحديقة 8 بالغين وطفلان، وقال لهم رجال الشرطة بلهجة حادة إن الاحتفال في ليلة الأربعين ممنوع وإنهم ارتكبوا مخالفة.

وبحسب شهود عيان، توجه رجال الشرطة إلى نسيم أحمدي، الرجل الأفغاني الذي يعتني بالحديقة، وسحبوه خارج المنزل الذي يعيش فيه مع زوجته وابنتيه الصغيرتين، وضربوه بشدة أمام عائلته.

وعندما احتج كجوان ألماسي على رجال الشرطة وطلب منهم الكف عن البستاني، هاجمه شرطيان، وبعد أن ضرباه، قيدا يديه وألقيا به في السيارة مع البستاني.

وقال نسيم أحمدي إنه "بعد دقائق ساء حال كجوان ألماسي في السيارة وطلب من الشرطة أن يسمحوا له بإخراج دوائه من جيبه ليتناوله"، وأضاف "بعد استمرار طلب كجوان نزل عناصر الشرطة من السيارة بعد ميدان "جهاد" في مدينة شهريار، وقام أحدهم الذي يدعى بهنام درياني، بتوجيه لكمات إلى كجوان ألماسي.

وأضاف أحمدي "عندما حاول كجوان أن يضع يديه على وجهه ليصد اللكمات، فُتح سواره الذي قُيد به واستطاع أن يتخلص من ضربات الشرطي ويهرب منه بضعة أمتار".

وبين أحمدي، أن عناصر الشرطة بدلاً من أن يلاحقوا كجوان ويركضوا خلفه، أطلقوا عليه الرصاص من مسافة قريبة من الخلف ونقلوه إلى مستشفى "سجاد" في شهريار بعد 20 دقيقة من التأخير.

وبعد نقل ألماسي إلى غرفة العمليات، أعدت عناصر الشرطة نصا وطلبوا من نسيم أحمدي التوقيع عليه قهرا.

وقال شهود عيان إن عناصر الشرطة بعد أقل من نصف ساعة، عاد اثنان منهم إلى مكان الحادث ومعهما البستاني.

وبحسب الحاضرين، فقد طلب الشرطيان من الضيوف التوقيع على ورقة مطوية دون قراءة محتوياتها، ودون الإجابة عن سبب عدم وجود ألماسي معهما، وبعد رفض الحاضرين هذا الطلب توسل إليهم نسيم أحمدي، من داخل السيارة، أن يوقعوا على الورقة حتى لا تقتله الشرطة.

واعتقلت الشرطة نسيم أحمدي في مخفر شرطة الأمن لمدينة شهريار لثلاثة أيام، وطلبت منه أن يشهد لصالح روايتها وأن يقول إن الشرطي أطلق الرصاص دفاعا عن نفسه، لكن نسيم أحمدي رفض هذه الأوامر وشهد بما رأى، في صباح يوم الجمعة والأيام القادمة في محكمة الثورة في مدينة شهريار.

وفي نهاية المطاف قامت الشرطة بترحيل نسيم أحمدي إلى أفغانستان، وطردته من إيران بعد رفضه الانصياع للأوامر والشهادة لصالح رواية الشرطة في مقتل كجوان ألماسي.

إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

السبت, 17 أكتوبر - 2020