اليمن.. مخاوف من انفجار "خزان صافر"

اتهم وزير الخارجية اليمني محمد الحضرمي، الحوثيين المدعومين من إيران، بالمراوغة وعدم سماحها للفريق الفني التابع للأمم المتحدة للوصول إلى "سفينة صافر" لتقييم وضعها تمهيدا لتفريغ الخزان والتخلص منه.  

وقال الحضرمي، إن "الميليشيا تمنع وصول فريق الخبراء إلى سفينة صافر تحت مبررات وشروط واهية وغير منطقية".

وحث المسؤول اليمني، المجتمع الدولي على مواصلة الضغط على الحوثيين لحل مشكلة الخزان بشكل فوري.

بدوره، قال وزير النفط والمعادن اليمني أوس العود، إن "حدوث تسرب من خزان النفط العائم صافر سيؤدي إلى كوارث بيئية مخيفة سيصعب على العالم التعامل معها، ومنها القضاء على التنوع البيولوجي والبيئي في أكثر من مئة جزيرة يمنية على البحر الأحمر".

وأوضح أن "الوضع الذي يمر به خزان صافر في منطقة رأس عيسى يزداد سوءا كل يوم، بسبب عرقلة الميليشيا الحوثية للفريق الفني لأعمال الصيانة بشكل عام".

وحذر العود من أن "تلك العراقيل التي يفتعلها الحوثيون ستسبب نتائج كارثية"، مشيرا إلى زيادة المخاطر في حال غرق السفينة أو انفجارها "بسبب التصرفات غير المسؤولة خلال الفترة الأخيرة".

ودعا العود الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص في اليمن مارتن غريفيث، إلى تحمل المسؤولية الدولية تجاه الأمر وممارسة المزيد من الضغوط على الميليشيا الحوثية للتسريع في عملية تفريغ محتوى الخزان بأمان، حسب البيان ذاته.

خزان صافر

وبات خزان النفط "صافر" الواقع في مياه البحر الأحمر على الساحل الغربي لليمن، والذي كان يستخدم محطة لتصدير النفط منذ عام 1988، كارثة قد تهدد اليمن والدول المجاورة والمطلة على البحر الأحمر، مع احتوائه على أكثر من مليون برميل نفط خام.

وتعمد الحوثيون باليمن عادة إلى تحويل الكوارث التي تشهدها البلاد إلى استراتيجيات حرب انتهازية، وأوراق ضغط، تدير من خلالها عملية الصراع الذي تشهده البلاد منذ نحو ست سنوات، مع رفضها إعادة صيانته الضرورية.

اتهامات متبادلة

ويتبادل طرفا الصراع باليمن الاتهامات، حيث تتهم الحكومة الشرعية ومنظماتٌ الحوثيين بالوقوف وراء هذه المخاطر، داعية الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى الضغط على الجماعة المسلحة.

في خزان صافر حالياً مليون و140 ألف برميل نفط خام، وتشير التقارير إلى أن الخزان بدأ بالتهالك، وأن انفجارا وشيكا سيحصل في حال عدم تفريغه أو صيانته.

ويواجه خزان صافر سيناريوهين خطيرين محتملين؛ الأول حدوث انفجار أو تسرب، قد يؤدي إلى واحدة من أسوأ الكوارث البيئية التي شهدها العالم، أما السيناريو الثاني فهو حدوث حريق كبير، سيتأثر معه نحو 3 ملايين شخص في الحديدة وكافة مناطق الساحل الغربي، بالغازات السامة.

وستتغطى 4% من الأراضي الزراعية المنتجة في اليمن بالغيوم الداكنة؛ مما يؤدي إلى تلف المحاصيل الزراعية، إضافة إلى تعليق المنظمات الإنسانية خدماتها الإغاثية، لتنقطع المساعدات عن 7 ملايين شخص من اليمنيين، وفقا لمنظمات معنية بـ"البيئة".

ومن بين الآثار التي قد يخلفها في حال انفجر أو تسرب محتواه، التسبب في فقدان 115 جزيرة يمنية في البحر الأحمر لتنوعها البيولوجي، وفقدان 126 ألف صياد يمني مصدر دخلهم بمناطق الصيد اليدوي، فيما سيتعرض 850 ألف طن من المخزون السمكي الموجود في المياه اليمنية لتهديد النفوق داخل البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن.

كما ستقتل بقع النفط الخام المتسربة 969 نوعا من الأسماك (الأسماك الساحلية وأسماك الأعماق)، و300 نوع من الشعاب المرجانية ستختفي، إضافة إلى اختناق 139 نوعا من العوالق الحيوانية التي تعيش في المياه اليمنية.

ووفقا للتقديرات سيحتاج اليمن في حال وقوع كارثة تسرب النفط الخام (الوشيك) من الناقلة صافر، إلى معالجة أضرار التلوث البحري مدة طويلة، قد تزيد على 30 سنة قادمة، كي تتعافى بيئة البحر الأحمر.

إيران إنسايدر

اليمن