استقالة مسؤولين إيرانيين من وزارة الصحة وهجوم لاذع على وزيرها

قدم مسؤولان بارزان في وزارة الصحة الإيرانية استقالتيهما، نظراً للطريقة "المعيبة" التي تعامل بها وزير الصحة الإيراني مع كوفيد 19، والتي تسببت بوفاة آلالاف الإيرانيين بفيروس كورونا. 

وقدم رضا ملك زاده، مساعد وزير الصحة لشؤون الأبحاث الصحية والتكنولوجيا، وعلي نوبخت حقيقي، نائب رئيس وأمين المجلس الاستشاري لمرض كورونا، استقالتيهما في رسالتين منفصلتين إلى وزير الصحة "سعيد نمكي"، منتقدين أداءه بشدة في إدارة كورونا.

ووصف ملك زاده، إدارة وزير الصحة الحالي بأنها "خاطئة للغاية" و"معيبة"، وتسببت في وفاة الآلاف بسبب كورونا، وكتب أن افتقاره للتشاور والاهتمام بخبراء الصحة والباحثين، تسبب في سقوط العديد من الضحايا في إيران.

وقال إن "تصريحات الوزير حول دور طب الأعشاب في مكافحة فيروس كورونا، غير علمية، وتخدع البسطاء، ومن شأنه أن يحرم الإيرانيين من العلاجات واللقاحات المتطورة".

وأضاف ملك زادة أن "عدم اكتراث وزير الصحة بتوجيهات وآراء المختصين، أدى إلى ارتفاع أعداد الوفيات جراء الفيروس"، وقال: "في الوقت نفسه يريد الوزير أن يقدم درسا للعالم بشأن إدارة أزمة الجائحة".

وكتب في رسالة استقالته إلى نمكي "كلما زاد عدد الإصابات والوفيات، ابتعدت عن تحمّل المسؤولية، وكلما انخفضت الإحصائيات بشكل طفيف، زعمت أنك تعلّم العالم كيفية إدارة أزمة كورونا. وأثرت مؤخرًا ضجة حول إنتاج لقاح كورونا في إيران".

وقال مساعد وزير الصحة المستقيل في رسالته إلى نمكي: "قبل ضجة اللقاح وتعليم العالم كيفية إدارة أزمة كورونا، بصفتك وزيرًا للصحة، قدم تقريرًا أبلغ فيه أي التجمعات الكبيرة الخاضعة لإشراف أية جهات انتهكت التطبيق الكامل للوائح الصحية؟".

وأضاف ملك زاده، أن تصريحات سعيد نمكي حول تأثير الأدوية العشبية على علاج كورونا هي "ادعاءات لا أساس لها"، و"تفتقر إلى أسس علمية ودراسات إكلينيكية كافية"، وأضاف أنها ديماغوجية لخداع البسطاء.

وأشار ملك زاده، إلى أن نمكي لم يكن لديه فهم واضح لـ"البحث وأهميته"، وأنه تجاهل "جميع الأنشطة العلمية والبحثية للباحثين الطبيين" على مدى السنوات السبع الماضية.

وبعد ساعات من استقالة ملك زادة، قدم مساعد آخر للوزير وأمين المجلس الاستشاري لمكافحة كورونا في وزارة الصحة الإيرانية، علي نوبخت، استقالته من منصبه، احتجاجا على تصريحات الوزير خلال اجتماع لجنة مكافحة الجائحة في مدينة أصفهان، وسط إيران، حيث انتقد المؤسسات البحثية في البلاد، وقال إنها لم تقدم نموذجا صحيحا حول تفشي الفيروس.

يُذكر أن سعيد نمكي كان قد عينه قبل أربعة أيام "نائبًا لرئيس وأمين المجلس الاستشاري لأمراض كورونا".

وكتب علي نوبخت، شقيق مساعد حسن روحاني ورئيس منظمة التخطيط والميزانية محمد باقر نوبخت، في رسالة إلى نمكي: "في غاية التأسف بموجب هذا أعلن عدم التوفيق في التعاون مع الرفيق الشفيق".

وقال علي نوبخت إن "وزير الصحة سحق بتصريحاته العلم والأطباء الإيرانيين".

وبدأت إيران خطة الإغلاق الشامل لمدة أسبوعين لمكافحة جائحة كورونا، وسط ارتفاع معدلات الوفيات والإصابات بالفيروس إلى أرقام قياسية.

وتشمل الخطة الإغلاق التام في 160 مدينة مصنفة على أنها حمراء بالنسبة للوضع الوبائي، والإغلاق الجزئي في 288 مدينة أخرى مصنفة على أنها برتقالية وصفراء.

وتعتبر العاصمة طهران ضمن المناطق الحمراء الأكثر خطورة، حيث تسجل فيها يوميا نحو 200 حالة وفاة، وفق وزارة الصحة الإيرانية.

إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

السبت, 21 نوفمبر - 2020