"اتفاق جدة".. السعودية تنجح بإعادة الشرعية إلى عدن

نشرت صحيفة "عكاظ" السعودية، تفاصيل "اتفاق جدة"، بين الحكومة الشرعية في اليمن، والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي قاد انقلابا في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن ضد الحكومة الشرعية.

ونقلت الصحيفة عن مصادرها، إن هذا الترتيب يأتي ضمن "اتفاق جدة" الذي يمنح المجلس الانتقالي الجنوبي، مناصب في مجلس الوزراء، ويضع قواته تحت إمرة الحكومة الشرعية.

وبحسب "عكاظ"، فإن القوات السعودية ستتسلم ميناء عدن، وبقية المؤسسات السيادية خلال الساعات القادمة في إطار البند الأول من الاتفاق الذي يهدف إلى نزع فتيل الأزمة وبناء الثقة بين الشرعية والمجلس الانتقالي.

وأوضحت المصادر أن قضية هيكلة الجيش اليمني ودمج كافة الألوية والنخب العسكرية والحزام الأمني تحت إدارة وزارة الدفاع جرى الاتفاق عليه، إضافة إلى إشراك المجلس الانتقالي في المجالس المحلية والرقابة عليها، وأن تورد كافة المحافظات اليمنية إيراداتها إلى البنك المركزي في عدن.

وقالت "عكاظ" إن النقاش لا يزال جاريا حول الشراكة في الحكومة والحقائب الدبلوماسية وفق مبدأ المناصفة وهيكلة مؤسسات الدولة".

والثلاثاء، أعلنت وسائل إعلام، أن القوات السعودية تولت السيطرة على مدينة عدن، ومطارها، بعدما تسلمتها من الإمارات.

جهود سعودية

ورعت المملكة العربية السعودية جهودا لإبرام اتفاق الحكومة اليمنية الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي لإنهاء المواجهات بعد انقلاب الأخير على الحكومة وسيطرته على العاصمة المؤقتة عدن في آب/أغسطس.

وتستضيف السعودية محادثات غير المباشرة منذ شهر بين حكومة منصور هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي. 

ووصف نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك، حوار جدة (الذي ترعاه المملكة العربية السعودية بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي)، بأنه "الأمل لتوحيد الجهود للقضاء على المشروع الإيراني في المنطقة".

وأكد بن بريك، في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر"، أن الثقة بالتحالف العربي بقيادة السعودية لا حدود لها، وقال "سننتصر بإذن الله رغما عن كل المؤامرات والدسائس التي تريد إفشال التحالف وإنجاح المشروع الإيراني".

واعتبر "حوار جدة الأمل لتوحيد الجهود للقضاء على ما تبقى من مشروع إيران في منطقتنا، والمجلس الانتقالي لم يحد أبدا عن هذا الهدف ولن يحيد عنه".

وتتوقع مصادر أن يتم التوصل إلى حلول سياسية، يتم من خلالها التوافق على إنهاء الصراع، وفق خطة متكاملة، برعاية من تحالف دعم الشرعية، وبما يضمن عودة النشاط الحكومي، وخفض التصعيد بين "الشرعية" و"الانتقالي".

جهود استثنائية

بدوره، أثنى وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، على الجهود الاستثنائية التي تبذلها السعودية لإسناد اليمن في معركة استعادة الدولة وإسقاط انقلاب ‎الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران.

ونوه بدور المملكة في رعاية حوار جدة لإنهاء تمرد المجلس الانتقالي في عدن، والذي اعتبره "تأكيدا إضافيا وبرهانا عمليا على الدور البناء الذي تلعبه المملكة لدعم أمن واستقرار ووحدة اليمن وسلامة أراضيه".

وعبّر وزير الإعلام اليمني، عن اعتزاز اليمنيين قيادة وحكومة وشعبا للمواقف السعودية الداعمة لبلادهم، وقال إنها" ستظل علامة فارقة في العلاقة بين البلدين وستدون في أنصع صفحات التاريخ".

وأكد أن اليمنيين سيتذكرون بإجلال وعرفان تلك المواقف الأخوية النبيلة ولن ينسوا من ناصرهم وساندهم في محنتهم التي خلفها الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران، بحسب تعبيره.

وتسيطر القوات الحكومية المدعومة من السعودية في كل من شبوة وأبين على مناطق عتق والصعيد وحبان وعزان والنقبة والعرم والمحفد وأحور ومودية والعرقوب وشقرة وقرن الكلاسي، في الوقت الذي تسيطر فيه قوات "الانتقالي" المدعومة من الإمارات على عدن وزنجبار وجعار ولحج والضالع.

ويسعى "الانتقالي الانفصالي"، الذي يتزعمه محافظ عدن السابق عيدروس الزبيدي، إلى فصل جنوب اليمن عن شماله، مع اعترافه بشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، في الوقت الذي يتهم فيه حكومته بـ"الفساد"، وسيطرة حزب "الإصلاح" على مفاصلها، ومفاصل جيش الشرعية.

ومع التوصل لهذا الاتفاق، تمكنت السعودية من الانتصار للشرعية وتوحيد الجهود لمواصلة الجيش اليمني قتال ميليشيا الحوثي التي تقود انقلابا ضد الشرعية منذ عام 2014.

عهد المحمودي – إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الأربعاء, 16 أكتوبر - 2019