إيران تقدم دروسا لروسيا في طرق مواجهة العقوبات

روسيا عضو في مجموعة العشرين ويبلغ اقتصادها سبعة أضعاف اقتصاد إيران
روسيا عضو في مجموعة العشرين ويبلغ اقتصادها سبعة أضعاف اقتصاد إيران

قدم مؤسس إحدى أولى وكالات الإعلان الإيرانية التي تركز على وسائل التواصل الاجتماعي بعض النصائح للشركات الروسية، في ظل العقوبات التي تتعرض لها روسيا، من أجل أن تتمكن من التكيف والتأقلم.

وقال أحمد نوروزي، الرئيس التنفيذي لشركة Click، ​​وفقا لتقرير لوكالة "بلومبرغ"، إن الأمر استغرق بعض الوقت لقبول أن عملاء الشركة من الشركات متعددة الجنسيات ذهبوا إلى الأبد، لكنهم وجدوا بدائل محلية في وقت قريب بما فيه الكفاية، المشكلة أن الإيرادات السنوية انخفضت من حوالي 2.3 مليون دولار قبل فرض العقوبات مرة أخرى في عام 2018، إلى 285 ألف دولار اليوم.

وروسيا عضو في مجموعة العشرين ويبلغ اقتصادها سبعة أضعاف اقتصاد إيران، ومع ذلك، كدولة غنية بالطاقة يبلغ عدد سكانها 84 مليون نسمة، لا تزال إيران تقدم لروسيا أقرب دراسة حالة لما قد ينتظرها في المستقبل، بموجب العقوبات المفروضة منذ غزو موسكو لأوكرانيا في 24 فبراير.

وتخضع طهران لحظر وعقوبات اقتصادية منذ أزمة الرهائن في الولايات المتحدة في عام 1979، ولكن فقط منذ الكشف عن برنامج سري للوقود النووي، أصبحت تلك العقوبات قاسية.

الدرس الرئيسي، الذي استوعبه المسؤولون الروس، هو أن كلاً من الدولة ونظامها نجا دون الاضطرار إلى التراجع عن المبادىء المتعلقة بالسياسة الخارجية، قد تحمل تجارب إيران المزيد من المؤشرات لروسيا، من تقنيات التهريب على نطاق صناعي إلى استغلال ثغرات العقوبات.

في أبريل/ نيسان، استضافت روسيا منتدى تجاريا إيرانيا كبيرا، وفي أواخر الشهر الماضي، ذهب نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة ألكسندر نوفاك إلى طهران للتحدث مع نظرائه، حول طرق التداول بالعملات المحلية، وتجنب التعرض للدولار الأمريكي.

وقال مسؤول روسي كبير من القطاع الحكومي إن زملاءه يقارنون بشكل متزايد بتجربة إيران كمنتج رئيسي للنفط تحت العقوبات، في البداية ستكون الحياة صعبة، بحسب المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه، ولكن بعد ذلك سيبدأ الاقتصاد في النمو ، مثلما حدث في التسعينيات بعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق، وأشار المسؤول إلى أن العقوبات ليست مخيفة.

إذا كانت تجربة إيران، ليست مشجعة، صحيح أن الاقتصاد تكيف واستمرت الحياة، لكن تكلفة مستويات المعيشة وإمكانات النمو في البلاد كانت عالية.

أصبحت  الصين، التي كانت الأمل الأكبر لطهران لأجل استبدال الأسواق المفقودة والاستثمار والتكنولوجيا غير راغبة في المواجهة بشكل مباشر مع العقوبات الأميركية. 

وبينما كانت بكين أكبر شريك تجاري لإيران في عام 2021  كان حجم التجارة أقل من نصف 32 مليار دولار المسجلة في عام 2018.

وكانت الجهود المبذولة لإحلال الواردات ناجحة جزئيًا فقط، نظرًا لعدم قدرتها على شراء الطائرات الحديثة، على سبيل المثال.

"بلومبيرغ" علقت على هذا الوضع بالقول إن إيران أجبرت دون أي قوة، على مشاهدة روسيا وتركيا المجاورة تشتريان أو تستأجران أساطيل من طائرات الركاب الجديدة لتطوير قدراتها وتوسيع تجارتهما الخارجية.

وتلاشى مشروع بقيمة 40 مليار دولار لإيران لشراء أسطولها الخاص من شركة بوينغ وطائرات إيرباص SE ، بعد رفع العقوبات في أعقاب الاتفاق النووي لعام 2015 المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، حين انسحب الرئيس الأميركي، آنذاك، دونالد ترامب، من الاتفاق، وأعاد فرض العقوبات في 2018.

وكان التأثير على إنتاج النفط وتصديره، بحلول نهاية عام 2019، شديدًا، ولم يبدأ الاقتصاد الإيراني في التعافي نسبيا إلا هذا العام، حيث تحول اهتمام الولايات المتحدة، والغرب، إلى روسيا.

وحتى العراق، الذي تشترك فيه إيران بحقل نفط ضخم يبلغ حجمه 38 مليار برميل، صدّر بحلول نهاية العام الماضي أكثر من 10 أضعاف ما صدرته إيران، واستخرج ما يقرب من ضعف ما تستخرجه من نفطها. 

وكانت وكالة "كليك" من بين أكبر المتضررين من الهروب الجماعي للشركات الأجنبية ومتعددة الجنسيات من السوق الإيرانية في عام 2019 .

وحتى أولئك الذين تمكن نوروزي من التمسك بهم، بما في ذلك شركة أغذية، يكافحون الآن من أجل استيراد المواد الخام التي يحتاجون إليها لصنع منتجاتهم.

وقال نوروزي في الصدد "لذلك تم تعليق الحملة الرقمية التي خططنا لها لهم في الوقت الحالي".

أدى الاعتماد الكبير على الصين إلى زيادة التكاليف بالنسبة لإيران بسبب عدم وجود خيار لشراء البضائع من مكان آخر، وفقًا لمحمود خاقاني، المدير العام السابق لنفط وغاز بحر قزوين في شركة النفط الوطنية الإيرانية. 

وأضاف في حديث لوكالة بلومبيرغ إن القلة الإيرانية القوية تجني أرباحها من التهريب واحتكار الواردات.

ومضى يقول "إيران لديها الكثير من الثروات المعدنية والذهب والنحاس والحديد ولا أحد يعرف من يقوم بتصديرها أو من يربح منها، لدينا اقتصاد مظلم ولن يدعوه يصبح شفافا".

ومن المؤكد أن روسيا أجرت تعديلات على عملياتها التجارية نتيجة كونها هدفًا للعقوبات الأميركية والأوروبية منذ ضمها لشبه جزيرة القرم عام 2014، لكنها بالكاد اقتربت هذه السنة من المستويات التي شوهدت في إيران. 

لكن ثمة اختلافات كبيرة بين إيران وروسيا، إذ أن الأخيرة، دولة مسلحة نوويًا أكبر بكثير من 144 مليون نسمة وتمتد من أوروبا إلى الشرق الأقصى، وهو ما يجعل وضعها خاص، ولا يمكن مقارنته بإيران.

إيران إنسايدر - (ترجمة فتحية عبدالله)

روسيا ايران العقوبات الامريكية طهران خرق العقوبات الغزو الروسي لاوكرانيا