اعتصامات مفتوحة في بغداد لأنصار الصدر وأنصار إيران

احتشد الآلاف من أنصار الصدر خارج البرلمان لإقامة صلاة الجمعة هناك
احتشد الآلاف من أنصار الصدر خارج البرلمان لإقامة صلاة الجمعة هناك

باشر الخصوم السياسيون لمقتدى الصدر في الإطار التنسيقي، اعتصاماً مفتوحاً على أسوار المنطقة الخضراء في بغداد، مقابل اعتصامٍ آخر يقيمه مناصرو التيار الصدري داخل البرلمان العراقي.

حشود من المتظاهرين ينتمون لجماعات عراقية متناحرة تجمعوا في تجمعات منفصلة في شوارع العاصمة العراقية بغداد، الجمعة (12 أغسطس/آب)، للدعوة إلى تشكيل حكومة جديدة مع مطالبة أنصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بإجراء انتخابات مبكرة وإعلان خصومه المدعومين من إيران أنه لا بد من احترام الانتخابات التي جرت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وبعد ساعات، احتشد أنصار الجماعات المدعومة من إيران و للصدر والمناوئة على أطراف المنطقة الخضراء المحصنة، حيث تقع مقار البرلمان والسفارات الأجنبية، وأصروا على ضرورة تشكيل الحكومة الجديدة بناء على انتخابات أكتوبر/تشرين الأول. 

وكانت هذه أحدث حلقة في سلسلة احتجاجات أثارت مخاوف من اندلاع اضطرابات إذا استمر الجمود السياسي. ويتحكم الزعماء الدينيون والسياسيون في ولاء أعداد كبيرة من الناس والفصائل التي تعمل بشكل مستقل عن الحكومة المركزية.

لذلك يبدو أن مسار التصعيد يتجه نحو التعقيد أكثر بعد حشود أمس الجمعة لكل من التيار الصدري والإطار التنسيقي في بغداد، وذلك لإصرار كل منهما على تنفيذ مطالبه بالطريقة التي يرغب فيها، وهو ما فتح الأبواب أمام عدّة سيناريوهات قد يلجأ إليها الصدر، منها إعلان العصيان المدني والإضراب العام.

وشهدت بغداد أمس صلاة موحدة لأنصار الصدر، قابل ذلك مظاهرات لأنصار الإطار التنسيقي المدعوم من إيران الذين طالبوا -وهم يحملون صورا لقاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني، وأبي مهدي المهندس قائد فصيل عراقي مسلح لقي حتفه إلى جانب سليماني في غارة جوية أمريكية في بغداد منذ أكثر من عامين- بعودة البرلمان وتشكيل حكومة جديدة واحترام مؤسسات الدولة، كما طالبوا رئيس مجلس النواب بإنهاء تعليق العمل والتحرك الفاعل من أجل إخلاء المجلس وتفعيل عمله التشريعي والرقابي.

يضاف إلى ذلك تأكيدهم على تمسكهم بمطالب قوى الإطار بتسمية "محمد شياع السوداني" رئيسا للحكومة العراقية المقبلة، ورفض الدعوات لحل البرلمان أو المساس بالمؤسسات القضائية والدستورية، داعين لاحترام هيبة الدولة وعدم التعدي عليها.

واحتشد الآلاف من أنصار الصدر خارج البرلمان لإقامة صلاة الجمعة هناك. وكان معظمهم يرتدي ملابس سوداء للاحتفال بشهر محرم فيما وضع آخرون أردية بيضاء على أكتافهم ترمز إلى الأكفان واستعدادهم للموت. وقال إمام للمصلين، وهو يقف على منصة حمراء أقيمت خارج البرلمان، إن العراق لن ينكسر ما دام الصدر موجودا وإنه لا عودة عن هذه الثورة وإن الشعب لن يتنازل عن مطالبه.

وفي ظل حرارة الصيف القائظة، شق رجال طريقهم بين المصلين ورشوهم بالماء البارد. وحمل البعض صورا للصدر ووالده، وهو أيضا رجل دين بارز، كما حملوا الأعلام العراقية.

وقال محمد علوان (40 عاما) وهو يحمل صورة للصدر "لقد ثرنا ولا مجال للتراجع". وقال حميد حسين، وهو أب لخمسة أطفال "أنا هنا لأدعو إلى انتخابات مبكرة والتأكد من استبعاد كل الوجوه الفاسدة من الانتخابات المقبلة... أصبحت عاطلا عن العمل بسبب الأحزاب الفاسدة".

ويقدر الصدر أنصاره بالملايين وقد أظهر أنه ما زال بإمكانه حشد تجمعات لمئات الآلاف من مؤيديه، معظمهم شيعة من الطبقة العاملة، إذا احتاج إلى ممارسة ضغوط سياسية.

وكان الصدر هو الفائز الأكبر في الانتخابات لكنه فشل في تشكيل حكومة لا تضم الأحزاب المدعومة من إيران. وسحب نوابه من البرلمان ويمنعه الآن من انتخاب حكومة جديدة ويطالب بإجراء انتخابات مبكرة.

وفي حين يقول الإطار التنسيقي الذي يضمّ كتلة دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي وكتلةً ممثلة للحشد الشعبي، إنه منفتح على حل البرلمان شرط انعقاده ومناقشة النواب وتصويتهم على ذلك.

وطالب مقتدى الصدر القضاء بالتدخل وحل المجلس بمهلة أقصاها نهاية الأسبوع المقبل.

وينصّ الدستور العراقي في المادة 64 منه على أن حلّ مجلس النواب يتمّ "بالأغلبية المطلقة لعدد أعضائه، بناءً على طلبٍ من ثلث اعضائه، أو طلبٍ من رئيس مجلس الوزراء وبموافقة رئيس الجمهورية".

إيران إنسايدر

العراق بغداد الحشد الشعبي مقتدى الصدر اعتصام الميليشيات الايرانية في سوريا نوري المالكي الاطار التنسيقي