تحت أشعة الشمس الحارقة.. مناصرو "الصدر" يؤدون صلاة الجمعة ويصرون على مطالبهم

بعد قرابة عشرة أشهر على الانتخابات التشريعية، لا تزال القوى السياسية عاجزة عن الاتفاق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة، وتعبيرا منهم عن رفض أي محاولة للتحاور مع "الإطار التنسيقي" المدعوم من إيران، أدى الآلاف من مناصري التيار الصدري صلاة الجمعة في محيط البرلمان العراقي داخل المنطقة الخضراء في بغداد، فيما يواصلون اعتصامهم منذ ثلاثة أسابيع للضغط على خصومهم السياسيين، وسط أزمة سياسية خانقة.

وارتفع مستوى التصعيد بين "التيار الصدري" بزعامة مقتدى الصدر، والإطار التنسيقي المدعوم من إيران ويتزعمه نوري المالكي ومدعوم عسكرية من فصائل متطرفة في الحشد الشعبي، منذ أواخر تموز/يوليو، مع تبادل الطرفين الضغط في الشارع وفي التصريحات، من دون أن تتطور الأمور إلى عنف.

ويطالب "التيار الصدري" بحل البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة، فيما يريد الإطار التنسيقي إجراء هذه الانتخابات لكن بشروط، مطالبا بتشكيل حكومة قبل إجراء انتخابات مبكرة. 

ومنذ 12 آب/أغسطس، يقيم مناصرو الإطار التنسيقي كذلك اعتصاما على طريق يؤدي إلى المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد.

وتحت شمس حارقة، تجمع الآلاف، اليوم الجمعة، في ساحة محاذية للبرلمان العراقي، لأداء الصلاة كما يفعلون منذ بدء اعتصام التيار الصدري، منهم من اتكأ على سجادة الصلاة، فيما احتمى آخرون تحت المظلات.

"علي هاشم"، البالغ من العمر 29 عاما، أحد هؤلاء المتظاهرين، عبر عن طبيعة مطالب المحتجين فقال: "نحن باقون إلى أن يأمر الصدر بالانسحاب"، مضيفا "ردد السيد (مقتدى الصدر) أنه لا للحوار مع الفاسدين والمطبعين، ونحن لا ننتظر شيئا من هذا الحوار".

وحتى الآن، لم تفض محاولات الوساطة ودعوات الحوار بين الطرفين إلى نتيجة.

وعقد قادة الكتل السياسية العراقية الأربعاء في قصر الحكومة اجتماعا دعوا فيه التيار الصدري، الذي غاب عن الجلسة، إلى "الانخراط في الحوار الوطني".

وأشار المجتمعون كذلك إلى الانتخابات المبكرة، معتبرين أنها "ليست حدثا استثنائيا في تاريخ التجارب الديموقراطية عندما تصل الأزمات السياسية إلى طرق مسدودة"، من غير أن يتطرقوا إلى تفاصيل إضافية.

وفي خطبة الجمعة، أعرب الخطيب مهند الموسوي المقرب من الصدر عن رفض الحوار. وقال إن "الحوارات السياسية التي تعقدونها من أجل مصالحكم السياسية والحزبية ليست في مصلحة البلد والشعب".

وأضاف "هذه الحوارات لا قيمة لها عندنا ولا نقيم لها وزنا أبدا".

وكان "الصدر" أكد رفضه لمخرجات الحوار وفق بيان صدر عن مقرب منه الخميس، اعتبر فيه أن "جلسة الحوار لم تسفر إلا عن بعض النقاط التي لا تسمن ولا تغني من جوع"، متعهدا مواصلة "الثورة".

وشارك قياديون في الإطار التنسيقي، لا سيما رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، ورئيس كتلة الفتح هادي العامري، في هذا الحوار الذي حضره رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان، ومبعوثة الأمم المتحدة جنين بلاسخارت.

كان الصدر الذي يعتصم مناصروه منذ أكثر من أسبوعين في محيط البرلمان العراقي، دعا إلى تظاهرة "مليونية" السبت المقبل، لكنه أعلن الثلاثاء تأجيلها "إلى إشعار آخر".

أ ف ب

العراق بغداد مقتدى الصدر التيار الصدري الميليشيات العراقية المدعومة ايرانيا المنطقة الخضراء البرلمان العراقي الاطار التنسيقي