"عبد اللهيان" يكشف عن عرض من واشنطن للعودة للاتفاق النووي ومسؤول أمريكي ينفي

وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان

قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، اليوم السبت، إن نظام بلاده تسلم منذ ثلاثة أيام رسالة أمريكية تشير إلى أن واشنطن تريد تسريع وتيرة الوصول لاتفاق نووي، في وقت نفى مسؤول أمريكي إرسال أي رسالة إلى طهران تستعجلها بالتوصل لاتفاق نووي.

وقال "عبد اللهيان"، إنه "ثمة تناقضا بين الكلام والسلوك الأمريكيين". 

ولم يكشف الوزير الإيراني عن فحوى الرسالة الأمريكية، لكنه قال إن طهران ردت عليها بالتأكيد على ضرورة "إنهاء الاتهامات" من الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل التوصل لاتفاق، وذلك في إشارة إلى ملف تحقيقات الوكالة بشأن ثلاثة مواقع إيرانية يشتبه بممارستها أنشطة نووية غير معلنة، حسب إعلان سابق من الوكالة الدولية. 

وأكد وزير الخارجية الإيراني، أنه "لن نقدّم أي امتيازات للطرف الأمريكي في أي مفاوضات"، مشيراً إلى أنّ "تقييمنا للرسالة الأميركية (الحديثة) أنها (المفاوضات النووية) ليست أولويتهم فحسب بل يستعجلون (الوصول للاتفاق)"، وفق ما أوردته وكالة "فارس" الإيرانية. 

بدورها، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن مسؤول أمريكي، قوله إن "واشنطن لم ترسل رسالة إلى طهران تستعجلها للتوصل إلى اتفاق نووي". 

واتهم "عبداللهيان"، واشنطن، بأنها "تسعى إلى تأجيج قضايا الأيام الأخيرة في إيران" في إشارة إلى الاحتجاجات الواسعة التي فجرتها وفاة الشابة مهسا أميني، في 16 سبتمبر/ أيلول الماضي، بعد أيام من احتجازها لدى شرطة الأخلاق، بتهمة عدم التقيّد بقواعد الحجاب.

وكان المبعوث الأمريكي للشأن الإيراني، روبرت مالي، الذي يترأس الوفد الأمريكي في مفاوضات فيينا النووية غير المباشرة مع طهران، قد أكد، قبل أيام في مقابلة مع قناة "سي أن أن" الأمريكية، أن المفاوضات النووية حالياً ليست على أجندة الإدارة الأمريكية التي قال إنها "تركّز حاليا على الاحتجاجات الجارية في إيران". 

وأمس الجمعة، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن الولايات المتحدة لا ترى في الوقت الحاضر إحياء وشيكا للاتفاق النووي المبرم عام 2015، عازيا السبب إلى أن طهران "تُقحم قضايا دخيلة" على المفاوضات.

مع ذلك، أكد "بلينكن" أن واشنطن تعتقد أن الدبلوماسية "هي أفضل سبيل" لمعالجة قضية البرنامج النووي الإيراني. 

وبدأت المفاوضات النووية لإحياء الاتفاق النووي، خلال إبريل/ نيسان من عام 2021 في فيينا، وهي مفاوضات غير مباشرة بالأساس بين طهران وواشنطن، الطرفين الرئيسيين للاتفاق النووي، الذي انسحبت منه الإدارة الأمريكية السابقة عام 2018، وأعقبها بعد عام تخلّي إيران عن التزاماتها النووية على مراحل عدة. 

وبعدما استؤنفت، مطلع أغسطس/ آب الماضي، مفاوضات فيينا بعد خمسة أشهر من توقفها؛ قدم منسق الاتحاد الأوروبي، إنريكي مورا، مسودة نهائية للطرفين، ردّت إيران عليها بإرسال تحفظات، ثم علّقت أمريكا على هذه التحفظات وأرسلت جوابها عنها إلى إيران عبر الاتحاد الأوروبي، لكن طهران أرسلت أيضاً، أول سبتمبر/ أيلول الماضي، الجواب على الرد الأمريكي، فأكدت واشنطن أنّ الجواب "غير بناء"، لكن واشنطن لم ترسل ردّها على الجواب الإيراني بعد.

وتعد قضية التحقيقات حول المواقع الثلاثة التي أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها عثرت فيها على جزيئات اليورانيوم المخصب، العقبة الأهم أمام الاتفاق بالمفاوضات النووية الحالية الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي، إذ تصرّ إيران على ضرورة إغلاق تحقيقات الوكالة بشأن هذه المواقع، لكن الوكالة والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا أكدت رفضها إغلاق هذا الملف "سياسيا".

إيران إنسايدر

ايران امريكا انتوني بلينكن الاتفاق النووي روبرت مالي احتجاجات ايران قمع الاحتجاجات حسين امير عبد اللهيان جوزيب بوريل