إيرانيون يحيون أربعينية الجمعة الدامية ويهتفون لإسقاط "خامنئي"

قوات الأمن قتلت بشكل غير قانوني ما لا يقل عن 66 شخصاً بينهم أطفال في 30 سبتمبر الماضي
قوات الأمن قتلت بشكل غير قانوني ما لا يقل عن 66 شخصاً بينهم أطفال في 30 سبتمبر الماضي

تظاهر إيرانيون في إقليم سيستان-بلوشستان في جنوب شرق البلاد، اليوم الجمعة، في احتجاجات على حملة قمع نفذتها قوات الأمن في 30 سبتمبر (أيلول) الماضي، وعرفت باسم "الجمعة الدامية"، في وقت استمرت فيه الاحتجاجات في أنحاء البلاد مطالبة بإنهاء حكم رجال الدين.

وقالت منظمة العفو الدولية، إن قوات الأمن قتلت بشكل غير قانوني ما لا يقل عن 66 شخصاً، بينهم أطفال، في ذاك اليوم بإطلاق الذخيرة الحية والخرطوش والغاز المسيل للدموع على المحتجين في زاهدان عاصمة الإقليم. وتشكل المدينة نقطة ساخنة في الاضطرابات التي تعصف بالبلاد.

واندلعت الاحتجاجات المناهضة للحكومة في سبتمبر أيلول بعد وفاة الكردية مهسا أميني التي احتجزتها شرطة الأخلاق بسبب ما قالت إنه انتهاكها لقواعد صارمة تفرضها الجمهورية الإسلامية على ملابس النساء.

وسرعان ما تحولت الاحتجاجات إلى ثورة شعبية شارك فيها طلاب وأطباء ومحامون وعمال ورياضيون.

وقالت الحكومة، التي بررت وفاة أميني بمشكلات صحية كانت تعاني منها، إن الاحتجاجات أذكاها أعداء إيران الأجانب ومن بينهم الولايات المتحدة. وتعهدت الحكومة بإعادة إرساء النظام.

وتتهم الحكومة مسلحين انفصاليين بارتكاب أعمال عنف والسعي لزعزعة استقرار الجمهورية الإسلامية.

ووقع بعض من أسوأ الاضطرابات في المناطق التي تسكنها أقليات عرقية لها مظالم قائمة منذ فترة طويلة ضد الدولة، بما في ذلك إقليم سيستان-بلوخستان ومناطق تركز الأكراد.

وزاهدان القريبة من الحدود الجنوبية الشرقية لإيران مع باكستان وأفغانستان هي موطن لأقلية البلوخ التي يقدر عددها بنحو مليوني شخص. وتقول جماعات لحقوق الإنسان إن أقلية البلوخ عانت من التمييز والقمع على مدى عقود.

وإقليم سيستان-بلوخستان واحد من أفقر مناطق البلاد وكان بؤرة توتر تعرضت فيها قوات الأمن الإيرانية للهجوم من مسلحي البلوخ.

وقال مجلس أمن الإقليم إن معارضين مسلحين هم الذين استفزوا اشتباكات زاهدان مما أدى إلى مقتل أبرياء، لكنه اعترف بوجود "نقاط ضعف" من الشرطة مما أدى إلى تسريح بعض أفرادها.

وظهر في مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، قيل إنها من بلدة سارافان في سيستان-بلوخستان، محتجون يرتدون ملابس البلوخ التقليدية ويطالبون بموت المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي والباسيج، الميليشيا التي أطلقها للتصدي لقمع المحتجين.

ورصدت منظمة العفو الدولية أسماء 100 شخص على الأقل من المحتجين والمارة والمصلين، من بينهم 16 طفلا، قتلوا على أيدي قوات الأمن في سيستان-بلوخستان منذ 30 سبتمبر (أيلول).

وقال عبد الحميد إسماعيل، أبرز رجل دين سني في إيران ومنتقد منذ فترة طويلة للزعماء الشيعة في إيران، في خطبة صلاة الجمعة في زاهدان "أين تدربت القوات العسكرية على إطلاق النار على الناس؟ اتضح اليوم أن الناس قتلوا ظلما... يتعين على السلطات إدانة هذه الجريمة، ويجب تقديم من أمر بأحداث الجمعة الدامية ومرتكبيها للمحاكمة".

والتوترات قد تتفاقم فيما يبدو مرة أخرى في زاهدان.

وقال قائد القوات البرية في الحرس الثوري الإيراني، البريجادير جنرال محمد باكبور، أمام تجمع لشيوخ العشائر السنية والشيعية والزعماء الدينيين في زاهدان "الطريق نحو الهدوء في المنطقة يتمثل في الوجود المسؤول للزعماء الدينيين".

ونقل التلفزيون الرسمي عن باكبور قوله "على زعيمنا الروحي، سواء أكان شيعياً أم سنياً، أن ينتبه لما يقول".

وأظهر عدد من المقاطع المصورة على مواقع التواصل الاجتماعي حشدا عند جبانة بهشت زهرا (جنة الزهراء) في طهران لتأبين أمیر مهدي فرخي بور (17 عاماً) الذي يقال إن قوات الأمن قتله قبل 40 يوماً.

وظهر المشاركون وهم يهتفون "الموت للطاغية" بعد ترديد أغنية وطنية.

ونشرت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) مقطعاً مصوراً قالت إنه من بلدة راسك، في جنوب شرق البلاد، وظهر فيه محتجون يتولون رعاية محتج أصيب برصاصة في ظهره وآخر أصيب في ذراعه.

وأظهرت مقاطع مصورة منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي احتجاجات في خاش، التي قتل 18 شخصاً على الأقل على أيدي قوات الأمن في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني)، وفقاً لمنظمة العفو الدولية.

وأظهرت المقاطع أيضا احتجاجات في مدن أخرى في جنوب شرق البلاد، منها إيرانشهر التي ظهر فيها محتجون وهم يركضون لتفادي قنابل الغاز المسيل للدموع وسط أصوات لما قد يكون إطلاق نار.

ولم تعلق الحكومة على تقرير منظمة العفو الدولية. 

إيران إنسايدر

ايران طهران منظمة العفو الدولية احتجاجات ايران قمع الاحتجاجات الامن الايراني الموت لخامنئي بلوشستان