النظام الإيراني يعزل الشعب عن العالم ويقتل 200 متظاهر

يواصل النظام الإيراني قطع خدمة الانترنت بشكل كامل بهدف قمع الاحتجاجات الشعبية المندلعة لليوم الرابع على التوالي، وعزل الشعب الإيراني عن العالم والتعتيم عن الجرائم التي يرتكبها بحق المحتجين، في الوقت الذي قالت فيه منظمة العفو الدولية إن عدد قتلى الاحتجاجات منذ اندلاعها قارب 200 قتيل. 

بدوره، أصدر الجيش الإيراني، يوم الثلاثاء، بيانا، وصف من خلاله هذا الحراك الشعبي بـ"المؤامرة".

ونقلت وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء بيانا للجيش الإيراني، جاء فيه أن "الجيش يعلن جاهزيته ويقظته للدفاع عن استقلال البلاد ووحدة ترابها".

واعتبر بيان الجيش أن "الأعداء" لجأوا إلى "فتنة جديدة ضد الثورة الإسلامية" وبادروا إلى مواجهتها عبر "توظيف كافة مرتزقتهم والمغرر بهم وأبواقهم الدعائية الشيطانية"، حسب تعبيره.

إعدام المتظاهرين

وفي السياق، طالبت صحيفة "كيهان" الإيرانية، التي يشرف عليها المرشد الإيراني علي خامنئي، الثلاثاء، بإعدام المتظاهرين.

يأتي ذلك تزامناً مع إفادة موقع إلكتروني إيراني عن تهديد الحرس الثوري للمحتجين و توعدهم برد ثوري وحاسم، فيما توعد الموالون لمرشد إيران، علي خامنئي، بإنزال قوات الباسيج لقمع الاحتجاجات في مختلف مدن البلاد.

فيما أفادت مواقع محلية بأنه تم حتى الآن حرق 9 حوزات دينية ومكاتب لممثلي المرشد الإيراني في الاحتجاجات في إيران.

وقالت مصادر محلية إن محتجين أضرموا النار بالحوزة الدينية في الأحواز، ومكتب مندوب خامنئي، واشتبكوا مع قوات الباسيج التي هاجمتهم.

وتداول ناشطون وصحافيون إيرانيون على مواقع التواصل صورا تظهر الدخان في أرجاء مدينة شيراز الإيرانية، وأشاروا إلى أن غالبية مناطق المدينة سقطت بيد المتظاهرين، كما أظهرت اللقطات مروحيات الحرس الثوري تجوب سماء المدينة.

قطع الانترنت

وأفادت شركة "نت بلوكس" لمراقبة أنشطة الإنترنت بتراجع معدلات الوصول إلى الشبكة في إيران إلى 4%.

وحثت الأمم المتحدة السلطات الإيرانية على إعادة الإنترنت التي عمدت إلى قطعها لعزل البلاد عن العالم الخارجي، كما دعت إلى احترام حق المتظاهرين في حرية التعبير.

قتلى وجرحى

وكشف متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن تقارير تتحدث عن عشرات القتلى في احتجاجات تشهدها إيران منذ خمسة أيام، مشيراً إلى أن الوضع يدعو للقلق.

وأبدى مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قلقه من استخدام قوات الأمن الإيرانية للذخيرة الحية، ومن أنباء عن انتهاكات للقانون الدولي.

بدورها، أعلنت "منظمة العفو الدولية"، أن "تقارير موثوقة" تشير إلى أن أكثر من 100 متظاهر، وتقارير تقول 200 قُتلوا في أنحاء إيران منذ أن أمرت السلطات قوات الأمن بقمع التظاهرات التي اندلعت عقب رفع أسعار البنزين.

وتابعت المنظمة الحقوقية، ومقرها لندن، أنه "وفقاً لتقارير موثوقة فإن 106 متظاهرين على الأقل قتلوا في 21 مدينة"، مضيفةً أن "حصيلة القتلى الحقيقية ربما تكون أعلى من ذلك بكثير، حيث تشير بعض التقارير إلى مقتل نحو 200 متظاهر".

وبحسب "منظمة العفو الدولية"، أغلب القتلى سقطوا في الأهواز وكردستان.

وذكرت المنظمة أن قوات الأمن الإيرانية تلقت "ضوءا أخضر لقمع" التظاهرات التي اندلعت الجمعة وامتدت إلى أكثر من 100 مدينة في أرجاء إيران.

ودعا مدير المنظمة فيليب لوثر السلطات إيرانية إلى "إنهاء هذا القمع الوحشي والدامي فورا".

واستند تقرير المنظمة إلى "تسجيلات فيديو تم التحقق من صحتها، وأقوال شهود عيان على الأرض، ومعلومات" من نشطاء حقوقيين من خارج إيران.

ودعت المنظمة السلطات الإيرانية إلى "رفع الإغلاق شبه التام للإنترنت الذي يهدف إلى تقييد خروج المعلومات حول حملة القمع إلى العالم الخارجي".

وذكرت أن تسجيل فيديو أظهر أن "قناصة أطلقوا النار كذلك على حشود من أسطح المباني، وفي إحدى الحالات من مروحية".

وقالت إنه رغم أن معظم التظاهرات سلمية على ما يبدو، إلا أن "عددا صغيرا من المحتجين قاموا بإلقاء حجارة وأعمال تخريب لبنوك وحوزات علمية".

وأضافت المنظمة أن عناصر من قوات الأمن شوهدوا ينقلون جثث قتلى وأشخاصا جرحى من الطرق والمستشفيات، بحسب شهود عيان، ورفضوا تسليم جثامين الضحايا إلى عائلاتهم.

مظاهرات إيران

وتندلع احتجاجات شعبية واسعة في أكثر 100 مدينة إيرانية، منذ يوم الجمعة 15 تشرين الثاني/نوفمبر، بعد قرار رفع أسعار البنزين ثلاثة أضعاف.

وخرج الشعب الإيراني باحتجاجات في كل من العاصمة طهران ومشهد، وإقليم الأحواز العربي ومدن معشور والمحمرة، وسيرجان التابعة لمحافظة كرمان، وبهبهان وشيبان، كما شهدت مدن شيراز وبندر عباس وخرمشهر وماهشهر احتجاجات مماثلة.

وندد المتظاهرون بقرار رفع سعر البنزين، وركنوا سياراتهم وسط الطرقات من أجل إغلاقها، وأشعلوا الإطارات في الشوارع، ودعوا الشعب للمشاركة في الاحتجاجات، وهتفوا "لن نقبل الذل.. سنطالب بحقوقنا".

في الوقت الذي ردت فيه قوات الأمن الإيرانية على المحتجين بإطلاق الأعيرة النارية صوب المحتجين في الأحواز.

ورفع المتظاهرون هتافات تنادي بإسقاط النظام و"الموت للديكتاتور" و"الموت لخامنئي" و"الموت لروحاني".

طاهرة الحسيني – إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الثلاثاء, 19 نوفمبر - 2019