لبنان.. تواصل الاحتجاجات رفضا لتكليف "دياب" وإيران تخوّن اللبنانيين

قطع المحتجون اللبنانيون، يوم الاثنين، عددا من الطرق، رفضا لتكليف الدكتور حسان دياب بتشكيل الحكومة، في الوقت الذي رحبت فيه طهران بتكليف دياب واتهمت الحراك الشعبي بالعمالة لكل من إسرائيل والسعودية. 

وقالت مصادر إعلامية محلية، إن محتجين قطعوا الطريق عند تقاطع المدينة الرياضية في بيروت بالاتجاهين، وقطعوا طريق فردان، وأشعلوا إطارات أمام جامع عبدالناصر، مع استمرار قطعهم أوتوستراد كورنيش المزرعة باتجاه البربير.

وأضرم بعض الشبان النيران بمستوعبات النفايات، ووضعوها في منتصف الطريق قرب دار الطائفة الدرزية وقطعوا الطريق باتجاه فردان ومنطقة عائشة بكار، وأضرموا فيها النيران.

رفض تكليف دياب

واحتشد آلاف المحتجين وسط العاصمة اللبنانية بيروت، يوم الأحد 22 كانون الأول/ديسمبر، رفضا لتكليف دياب بتشكيل الحكومة المقبلة.

ولم تسجل أي احتكاكات أو حالات توتر بين المحتجين وقوات الأمن رغم التواجد الأمني الكثيف وتمركز عناصر مكافحة الشغب، وسط العاصمة.

ويصر المحتجون على تشكيل حكومة تكنوقراط قادرة على معالجة الوضعين السياسي والاقتصادي، في بلد يعاني أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990.

والخميس، نال دياب في الاستشارات النيابية الملزمة، بقصر الرئاسة، تأييد 69 نائبا، فيما حاز نواف سلام 13 صوتا، وحليمة قعقور صوتا واحدا، وامتنع نواب عن تسمية أي مرشح.

وأعلنت كتل برلمانية لبنانية، السبت، اعتزامها عدم المشاركة في الحكومة المقبلة برئاسة دياب، فيما أبدت أخرى استعدادها للتعاون معه بتشكيل الحكومة.

الحريري ينفي

بدوره، نفى رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، سعد الحريري، يوم الاثنين، تصريحات لوزير بحكومته يتبع لتنظيم "حزب الله"، حول موافقته على تسمية حسان دياب، لتشكيل الحكومة المقبلة.

وبحسب بيان صادر عن مكتبه، قال الحريري، إنه "لم يكن هناك ما يمنعه أو يمنع كتلة تيار المستقبل، التي يتزعمها، من تسمية رئيس الحكومة المقبلة أو الموافقة على المشاركة بالحكومة".

وذكر البيان، أن المعلومات المنسوبة إلى وزير الدولة لشؤون مجلس النواب، محمود قامطي، "غير صحيحة على الإطلاق وفي الواقع فإن الحريري كان قد أبلغ الجميع قبل الاستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة إنه لن يقترح أسماء ولن يعلق على أسماء يقترحها غيره".

وأدلى الوزير قامطي (يتبع لحزب الله)، اليوم الاثنين، بتصريحات لصحيفة محلية لبنانية قال فيها، إن "تسمية حسان دياب لرئاسة الحكومة جاءت بعد موافقة واضحة وصريحة من الرئيس سعد الحريري وبعد نيل دعمه وتعهده بالمساعدة في تسهيل التأليف ومنح الحكومة الثقة".

والخميس، أعلن سمير الجسر، النائب عن كتلة "المستقبل"، التي يتزعمها الحريري، في تصريحات صحفية، أن الكتلة أبلغت الرئيس اللبناني ميشال عون، بأنها "لم تسم أحدا لرئاسة الحكومة المقبلة".

وفي تصريحات صحفية لاحقة، السبت، قال الجسر إن "كتلة المستقبل لن تشارك في الحكومة ولن تعرقل تشكيلها"، وذلك عقب اجتماع ممثلين عن الكتلة مع رئيس الحكومة المكلف في مقر البرلمان، بالعاصمة بيروت.

إيران تخوّن الحراك

من جانبها، اتهمت طهران الحراك اللبناني بالعمالة لكل من إسرائيل والسعودية.

وقال مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي في حديث لقناة "روسيا اليوم"، إن "المظاهرات المتواصلة في لبنان بعد تكليف حسان دياب بتشكيل الحكومة الجديدة تتم بتحريض من قبل السعودية وإسرائيل".

وعن الملف الحكومي، أشار ولايتي إلى ترحيب بلاده بتكليف دياب، وأضاف "نحترم أي قرار يتخذه الشعب اللبناني"، مبديا عن قناعته بـ"أن المظاهرات في لبنان ستتضاءل وتنتهي مع تشكيل الحكومة وتحقيق مطالب الشعب اللبناني".

مطالب الثورة

ويصر المتظاهرون على إسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية والسياسية، ويتهمونه بتكريس الفساد على مدار عقود، وسط إجماع شعبي من الحراك على مواصلة المظاهرات حتى تنفيذ مطالبهم بالكامل.

ويطالبون ببدء استشارات نيابية فورية من أجل تشكيل حكومة مصغرة مؤقتة ذات مهام محددة، من خارج مكونات الطبقة الحاكمة، وحددوا مهامها بما يلي: "إدارة الأزمة المالية وتخفيف عبء الدين العام، وإقرار قانون يحقق العدالة الضريبية، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة تنتج سلطة تمثل الشعب، والقيام بحملة جدية لمناهضة الفساد ضمنها إقرار قوانين استقلالية القضاء واستعادة الأموال العامة المنهوبة".

ويشددون على أن "الحكومة المصغرة يجب أن تشكل من خارج كل قوى وأحزاب السلطة برئيسها/رئيستها وكامل أعضاءها"، مؤكدين أنه هذا هو مطلب الشارع، وأي بحث في حكومة لا تتطابق مع هذه المعايير وتخالف إرادة ومطالب الناس سيرتد بتصعيد في الشارع.

ريتا مارالله - إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الثلاثاء, 24 ديسمبر - 2019